للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليعد بحسن الصبر عنك حسن العوض منك، وأنا أستنجز موعود الله فيك بالصبر، وأستقضيه بالاستغفار لك. أما لئن كانوا قاموا بأمر الدنيا لقد قمت بأمر الدين لما وهى شعبه، وتفاقم صدعه، ورجفت جوانبه، فعليك سلام الله توديع غير قالية لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك".

(الرابعة والعشرون): أن الأكابر من الصحابة كان إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها فيجدون علمه عندها. قال أَبو موسى الأشعري: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا" أخرجه الترمذي وقال: "حسن صحيح" وقال مسروق: "رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرايض".

(الخامسة والعشرون): جاءَ في حقها: "خذوا شطر دينكم عن الحميراء" وسألت شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير عن ذلك فقال: "كان شيخنا حافظ الدنيا أبو الحجاج المزي يقول "كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثًا (١) في الصوم في سنن النسائي." قلت: وحديث آخر في النسائي أيضًا عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي: "يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم "الحديث، وإسناده صحيح. وروى الحاكم في مستدركه حديث: ذكر النبي خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال: "انظري يا حميراء ألا تكوني أنت" ثم التفت إلى علي فقال:


(١) في الأصل: حديث.

<<  <   >  >>