للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[و] ذكر أهل المغازي منهم سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي: أن عائشة ﵂. لما دفن عمر بن الخطاب في حجرتها صارت تحتجب من القبر فرضي الله عنها وأسند الحاكم في مستدركه [ثنا أبو أسامة] عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: " [كنت] أدخل البيت الذي دفن معهما عمر، والله ما دخلت إلا وأنا مشدود عليَّ ثيابي حياءً من عمر" وقال [صحيح] على شرط الشيخين [ولم يخرجاه] (١).

قال شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير: ووجه هذا ما قاله شيخنا الإمام أبو حجاج المزي: "أن الشهداء كالأحياء في قبورهم وهذه أرفع درجة فيهم".

قال شيخنا وأيضًا فإن حجابهن كثيف غليظ ﵅. فإن قيل: فقد روى الترمذي عنها ﵂ قالت: "قلت للنبي ﷺ حسبك من صفية كذا وكذا"، قال بعض الرواة (يعني قصيرة) فقال لها النبي ﷺ: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" قال الترمذي حسن صحيح أي (٢) يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها؛ فالجواب إنما صدر هذا القول عن عائشة مع وفور فضلها وكمال عقلها لفرط الغيرة الغريزية التي جبلت عليها القلوب البشرية. وقد حكى القاضي عياض في الإكمال عن مالك وغيره: أن المرأة إذا رمت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة لا يجب عليها الحد قال: واحتج لذلك بقوله ﷺ: "وما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله".


(١) ما بين الزاويتين ليس في الأصل، والتكملة عن المستدرك للحاكم ج ٤ ص ٧.
(٢) كلمتان أو ثلاث كلمات لم تحل.

<<  <   >  >>