للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر قال: "أقبلنا مع عمر حتى إذا كنا بذي الحليفة أهل وأهللنا فمر بنا راكب ينفح عنه ريح الطيب، فقال عمر: "مَن هذا؟ " قالوا: "معاوية" فقال: "ما هذا يا معاوية؟ " قال: "مررت بأم حبيبة بنت أبي سفيان ففعلت بي هذا" قال: "ارجع فاغسله عنك فإني سمعت رسول الله يقول: "الحاج الشعث التفل" قال البزار: "لا نعلم له إسنادا عن عمر إلا هذا، وإبراهيم بن يزيد ليس بالقوي، وقد حدث عنه سفيان الثوري وجماعة كثيرة" اهـ. قلت: ورواه في الموطإِ عن نافع عن أسلم مولى عمر: أن عمر به (١) وأخرجه البيهقي في سننه عن شعيب عن الزهري قال: "وكان ابن عمر يحدث عن عمر: أنه وجد من معاوية ريح طيب وهو بذي الحليفة وهم حجاج فقال عمر: "ممَّن ريح هذا الطيب؟ " قال: "مني، طيبتني أم حبيبة" فقال: "لعمري أُقسم بالله لترجعن إليها حتى تغسله، فوالله لأن أجد من المحرم ريح القطران أحب إلي من أن أجد منه ريح الطيب". قال البيهقي: "يحتمل أنه لم يبلغه حديث عائشة، أو كره ذلك لئلا يغتر به الجاهل فيتوهم أن انتداء الطيب يجوز للمحرم كما قال طلحة في الثوب الممشق" ا هـ. وذكره الحازمي في ناسخه ثم قال: "ولم يبلغ عمر حديث عائشة يعني (طيبت النبي فأصبح وإن وبيص المسك في مفارقه) قال: "ولو بلغه لرجع إليه وإذا لم يبلغه فسنة رسول الله أحق أن تتبع" اهـ. ولهذا ذكرت هذا في المستدركات وحديث عائشة


(١) أي: حدث بهذا الحديث.

<<  <   >  >>