سلمة" فذكر نحو ما سبق إلا أنه قال: إنه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان.
وأخرج الترمذي من جهة عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "إنما صلى النبي علم الركعتين بعد العصر لأنه أتاه مال فشغله عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم لم يعد لهما" وقال: حديث حسن. ويعارضها في الصحيحين عن عروة: قالت عائشة: "يا ابن أختي ما ترك النبي ﷺ السجدتين (١) بعد العصر عندي قط".
(الحديث الخامس): أخرج أبو داوود وابن ماجه في سننهما من طريق يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال: "كفن رسول الله ﷺ في ثلاثة أثواب نجرانية، الحلة ثوبان وقميصه الذي مات فيه". قال الذهبي في مختصر سنن البيهقي: "يزيد فيه لين، ومقسم صدوق ضعفه ابن حزم" ا هـ.
أعله المنذري بيزيد قال: وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وقال غير واحد من الأئمة: إنه لا يحتج بحديثه. قلت: وقد خالفه ابن أبي ليلى. فأخرج البيهقي في سننه من جهة قبيصة: ثنا سفيان عن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: "كفن رسول الله ﷺ في ثوبين أبيضين وبُرد حِبَرة" قال البيهقي: "كذا رواه محمد بن عبد
(١) البخاري ١: ٧٦ باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر .. وفي تيسير الوصول ٣: ٢٩٥ عن عائشة رضي ﵂ قالت: "ما كان رسول الله ﷺ يأتيني في يومي بعد العصر إلا صلى ركعتين" وفي رواية: "ما ترك ركعتين بعد العصر عندي قط" أخرجه الخمسة إلا الترمذي.