للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عكرمة: قال ابن عباس: "رأَى محمد ربه" فقلت "أليس الله يقول: (لا تُدْرِكهُ الأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَار" (١)؟ فقال: "ويحك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، قد رأى ربه مرتين" وقال: حسن غريب. قال شيخنا عماد الدين بن كثير: "مسلم بن جعفر ليس بذاك المشهور، والحكم بن أبان وثقه جماعة" وقال ابن المبارك: "ارم به" اهـ.

قلت: وأخرج الحاكم في مستدركه من جهة معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: "أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد ؟ " ثم قال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وله شاهد صحيح عن ابن عباس في الرؤية. ثم ساقه من جهة إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس قال "رأي محمد ربه" وله شاهد آخر صحيح الإسناد ثم ساقه عن يزيد بن هارون: أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس قال: "قد رأى محمد ربه" وعن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: "رآه مرتين" ثم قال الحاكم: قد اعتمد الشيخان في هذا الباب أخبار عائشة بنت الصديق وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي ذر: "أن رسول الله رأى جبريل " وهذه الأخبار التي ذكرتها صحيحة. اهـ. وقد أخرج البخاري من حديث القاسم عن عائشة قالت: "من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادًّا ما بين الأفق". وفي الصحيحين من حديث مسروق


(١) سورة الأنعام ٦، الآية ١٠٣.

<<  <   >  >>