يا نازلين وفي الأحشاء منزلهم ... وغائبين وهم في القلب حضّار
أم اصطباري فشيء عز مطلبه ... ونار شوقي إليكم دونها النار
وقال أيضاً رحمه الله:
سقاك الحيا من أربع ومنازل ... ومن لي بأن تهدي إليكم رسائلي
فلو قيل سل تعطى المنى وبقربه ... لكان منى قلبي وأقصى وسائلي
أمر بوادي النيرين محييا ... لناباته عند الضحى والأصائل
تريني القدود الهيف كثبان رمله ... وتبدو به الأقمار غير أوافل
ويصحبني من طيب رياه نفحة ... تهيّج أشجاني وتدني بلابلي
منازل أترابي ومربى أحبتي ... وأهل ودادي في الهوى وتواصلي
رعى الله دهراً مر لي في ظلاله ... حميداً فما وجدي عليه بزائل
صحبت به الأحباب واللهو والصبي ... فما قرب من عمري سواه بطائل
إذا القلب لا يثنيه تعنيف واشح ... ولا مسمعي مصغ لقول العواذل
ألا هل إلى تلك المعاهد عودة ... ويقضي ذنوبي مزملي ومماطلي
أأحبابنا بنتم فلا العيش بعدكم ... نضير ولا ربع السرور بآهل
أحن إليكم كلما هبّت الصبا ... وأجزع من طول المدى المتطاول
ولا تحسبوا أني نسيت عهودكم ... ولا كل ما في الكون عنكم بشاغل
إذا ما انقضى عام ببين وفرقة ... رجوت التلاقي عائداً عند قابل