بمدة يسيرة على ما هو مذكور في ترجمته رحمه الله تعالى.
علي بن أحمد بن علي بن أبي الأسد أبو الحسن المعاوي الشيخ نور الدولة النحوي المعروف بابن العقيب، توفي ببعلبك ليلة الجمعة حادي عشرين ربيع الأول ودفن بعد صلاة الجمعة بمقابر باب نخلة، وهو في عشر الثمانين رحمه الله. اشتغل بالنحو على عز الدين أحمد بن معقل وغيره، واشتغل عليه جماعة كثيرة وانتفعوا به، وكان عنده فضيلة وديانة وافرة وصبر على الفقر مع شرف النفس. وكان لوالده مال جزيل، فقيل أنه دفنه وقيل أنه أودعه، فذهب وأخرب نور الدولة المذكور داره وحفر أساسها في طلبه فلم يظفر بشيء. وله يد في النظم، ومدح والدي رحمه الله بقصائد كثيرة، وكان من أصحابه يكثر غشيانه والتردد إليه والاستفادة منه. ومن شعره في فوارة:
وبركة رق ماؤها فغدا ... أرق من دمع عين مكتئب
تريك فوارة تفيض بها ... ماء لجين يسيل من ذهب
صبت إليها العيون حين غدت ... في صعد تارة وفي صبب
كراقص تارة يقوم على ... ساق وطوراً يجثو على الركب
وقال يمدح والدي رحمهما الله تعالى ويهنئه بشعبان:
فتنت بموهوب الصبي ومعاده ... على غير عند المشيب وعاره
وهبّت برسم كلما رمت ألفة ... إلى البين والغيران غير نفاره