للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع من الشريف افتخار الدين بن هاشم عبد المطلب بن الفضل وغيره وحدث، وكان شيخاً حسناً فاضلاً، وبيته مشهور بالعلم والتقدم والسنة؛ وكانت وفاته في خامس عشرين ذي القعدة بالقاهرة، ودفن من الغد يوم الأربعاء بسفح المقطم - رحمه الله تعالى، وهو خال قاضي القضاة كمال الدين أحمد بن الأستاذ. وله شعر جيد ومنه في مليح في عنقه شامة:

المعز بدر ولكن ليس شامته ... مسروقة من دجى صدغيه والغسق

وإنما حبة القلب التي احترقت ... في حبه علقت للطم في العنق

عثمان بن عبد الله الآمدي حطيم الحنابلة بالحرم الشريف اتجاه الكعبة المعظمة كان سيداً كبيراً شيخاً جليلاً صالحاً عالماً إماماً فاضلاً زاهداً عابداً ورعاً ربانياً منقطعاً متعكفاً على العبادة والاشتغال بالله تعالى في سائر أوقاته، وله المكرمات الظاهرة لم يكن له نظير في وقته؛ أقام بالحرم الشريف ما يقارب خمسين سنة. وكانت وفاته يوم الخميس ضحىً النهار الثاني والعشرين من المحرم رحمه الله ورضي عنه، وكنت أود رؤيته وأتشوق إلى ذلك وأخشى أن تحول المنية دون الأمنية. فاتفق أني حججت في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، وزرته وتمليت برؤيته، وحصل لي نصيب وافر من إقباله ودعائه، وقدرت وفاته إلى رحمة الله تعالى ورضوانه عقيب ذلك. وكذلك كنت أود رؤية الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله، فاتفق سفري إلى الديار المصرية في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وست مئة فرأيته وسمعت منه، ثم توفي بعد ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>