للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمة فسأل عنه، فقال من يعرفه هذا من الأولياء الأفراد ولا يتجوز في القول وإنما لكثرة الجوع والمجاهدة حصل له يبس أفسد مزاجه؛ دخل رباط بن الأسكاف بجبل قاسيون، فأعجبه وأخلى له به بيت فسكنه، ولم يتناول من المقرر لمن به شيئاً. فلما رأى خادم الرباط ما هو عليه من الاجتهاد والعبادة مع الزهد المفرط أخبر الوجيه بن سويد رحمه الله به وهو ناظر الرباط إذ ذاك، فحضر إليه ليلاً ومعه صحن فيه قطائف وقد تأنق فيه، فلما دخل عليه انقبض منه ولم يكلمه، فوضع الصحن بين يديه وشرع يستعرض حوائجه، فقال: أولها ارفع هذا الصحن وأنت لا تحضر إلي بعدها، ومتى حضرت تركت هذا المكان ورحت. فتعجب منه وسأله الدعاء فقال: أنا أدعو كل يوم للمسلمين، فإن كنت منهم وكان لدعائي أثر حصل لك منه نصيب. ومناقبه في هذا الباب كثيرة، وأدرك سيدنا الشيخ عبد الله اليونيني الكبير - رحمه الله - وصحبه مدة يسيرة فإنه كان صغير السن في حال حياته لكنه لازم كبار أصحابه وصحبهم وانتفع بهم، وكان فقيهاً في أمر دينه يعرف ما يحتاج إليه ويسأل عما أشكل عليه من ذلك. سمع الحافظ ضياء الدين ووالدي وغيرهما، وتوفي بدمشق يوم الاثنين مستهل رمضان المعظم، ودفن بسفح قاسيون، وقد نيف على الثمانين من العمر رحمه الله تعالى.

عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن علي بن الحسن أبو المظفر زين الدين الحلبي الشافعي المعروف بابن العجمي.

مولده بحلب في منتصف ذي القعدة سنة إحدى ةتسعين وخمس مئة،

<<  <  ج: ص:  >  >>