مثل ما سار في الدنيا جود موسى الشم ... لك رب الأفضال والإحسان
ملك قد علا الملوك جميعاً ... بعلو المكان والإمكان
خاص ترك الكبير ركن الدين المشهور بالشجاعة والإقدام والتقدم عند الملوك، وهو من غلمان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل، وكانت وفاته بكرة الأحد ثاني عشر ربيع الأول برحبة خالد بدمشق، ودفن عند حمام النحاس بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
ع بن شكر بن علي اليونيني أبو محمد الشيخ الصالح الزاهد العابد الورع العارف. صحب المشايخ وأخذ عنهم وتأدب بهم، وكان أوحد عصره في الورع، وتحرى الحلال في أمر مطعمه وملبسه لم يسبقه أحد إلى ذلك، كان يتقوت في سنته بما يتحصل له من مغل قطعة ملك ورثها من أبيه بقرية يونين، لعل معلومها في السنة قريب خمسين درهماً، ويصبر على خشونة العيش وكثرة الجوع إلى أن حصل يبس، أورثه تخيلات فاسدة، فتارة يتخيل أن جماعة عزموا على اغتياله وقتله، وتارة يتخيل أنه اطلع على أماكن فيها كنوز واموال جليلة واتصل ذلك ببعض الولاة ببعلبك فأحضره وسأله عن ذلك، فذكر أنه يعرف أماكن فيها مدافن تحتوي على أموال