للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن بن علي بن الحسن بن ناهد بن طاهر بن أبي الحسن أبو محمد الحسيني الملقب فخر الدين نقيب الأشراف وابن نقيبهم. مولده سنة ثمان وست مائة، وتوفي إلى رحمة الله تعالى سحر يوم الأحد تاسع ربيع الأول ببعلبك، وكان عنده فضيلة ومعرفة بأنساب العلويين ونظم نظماً متوسطاً، وخلف له والده نعمة ضخمة فمحقها ولم يبق له إلا صبابة يسيرة ووالدته شريفة حسينية. حكي لي قال: كنت - وأنا شاب - أشتغل بالنحو والأدب. قال قرأت القرآن العزيز؟ قلت: لا؛ فقال: قال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وإنه لذكر لك ولقومك " وانت من قومه، فما ينبغي أن تقدم على حفظ القرآن الكريم غيره؛ فشرعت في الختمة الشريفة وأكببت عليها حتى حفظتها، فأنا أعتقد ذلك من بركة الشيخ رحمه الله. وكان جمع تاريخاً لم يتممه. ولما قدم هولاكو الشام في سنة ثمان وخمسين توجه إليه وحضر بين يديه فلم يجد منه من الإقبال ما كان يرجوه فعاد على غير شيء من الولايات، وقدم بعلبك وتوعك بها، واتفق كسرة كتبغا وفتله على ما تقدم شرحه، فحمد الله إذ لم ينل عند التتر ولاية يتضرر عند ملوك المسلمين بسببها، ومن شعره في بعلبك:

بعلبك علت على البلدان ... وغدا دون نورها النيران

رق فيها الهواء إذ راق فيها ... الماء وافتر ثغرها الأقحوان

وتغني الأطيار فيها بصوت ... لذ للسامعين في الأغصان

<<  <  ج: ص:  >  >>