وإن رنت أو تثنت في غلائلها ... تظل تهتز بالقضبان والقصب
يستثبت الطرف منها وهو مثبتها ... خالاً محباً بلا خال ولا ندب
تلبست رقة الأخلاق من حضر ... حتى أنالت ونالت فطنة العرب
فكم تقطعت أرضاً في محبتها ... وكم قطعت بها في اللهو من إرب
وكم ترشفت راحاً من عوارضها ... تفوق طيباً وريحاً خمرة العنب
والرفق لو لم تكن منها معنفة ... لما استدار بها ثغر من الجنب
لولا عذاب تجنيها وبهجتها ... والويل لم تعذب الدنيا ولم تطب
ومهمه طامس الأعلام كنت له ... تحت الدجى علماً بالرسم والنجب
خرق إذا الحرف ناجى فيه صاحبه ... وهو المجرب للأهوال لم يجب
وجاوزته بأمون جسرة أخذت ... لها أماناً من الإعياء والنصب
كأنها صعلة شامت سنا بارق ... فبادرته إلى بيض لدى كثب
أو ناشط راعه رام بأسهمه ... ففاتها هرباً والغضف في الطلب
أو أحقب رام أن يشأى القطا غاشياً ... للورد فهو من التعداء في لهب
تلك التي اتخذت عندي يداً حرمت ... بها فجلت على التصدير والحقب
وأوردتني بأمالي على ظمأ ... مني بحار تقي الدين ذي الرتب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute