الرايات وقرّت في أحياء العرب البنات، وكان أبو يحيى قد احتوى على عقولهم. فكتبوا إلى الملك يسألونه أن يكون مقدمهم، فأجابهم إلى ذلك وأمر لمحضر الكتاب بألف دينار عيناً وعشرة أكسية حمر وعشرة من الإبل وخمس جمار خدمات، وجعل جامكية لمن يلود به وبلداً يباباً يقال لها الحماء يستغلها فعاد إليهم فاطمأنوا غاية الطمأنينة، وانكف شرهم عن البلاد، وحصل لها نهاية الأمن، ثم إن الملك كتب إلى الشيخ أبي يحيى يستدعيه وقال: من أراد من العربان أن يحضر معك فليحضر، فصحبه تسعة نفر من كل فخذ ثلاثة أولاد الأمراء، فدخل تونس، وخرج الملك بنفسه لتلقيه، ثم أنزل التسعة ومن
معهم وصاروا كل ليلة يحضرون مجلس الملك وينصرفون بالخلع والمال. هم وصاروا كل ليلة يحضرون مجلس الملك وينصرفون بالخلع والمال.
ثم إن الملك أحضر نقاشاً وقال له: افتح لي سكة تضرب عليها ديناراً مائة مثقال؛ فعمل السكة فضرب الملك عليها عشرة آلاف دينار، ثم دخل دار الطراز وأمر أن يعمل بها ثياب برسم بنات العربان اللاتي خطبهن، وأن يعمل سوار كل بنت رنك أبيها، وأخرج الذهب وجعل في الصناديق مقسوماً سوية، واخرج ستة من العدول صحبته والذهب وسيّر الجميع إلى العربان ليكونوا كتبة الصداقات عندهم. فلما رأت العربان أولادهم عادوا سالمين، ومعهم أموال جمة، ورأوا تلك الأموال الأخر والقماش قد فرش في البرية وهلت عقولهم، واشتدت أطماعهم وكتبت الصداقات. وعادت العدول إلى تونس. ثم بعد مدة يسيرة كتب كتباً