تعمل إلى العصر، وركب الملك وتركهم، فمنهم من خرج ومنهم من تأخر، وبقي على هذه الحال يشرب في ناحية القبة والصناع تعمل في الجهة الأخرى مدة أربعين يوماً، فكملت فمر ببياضها وتصوير العربان فيها، فكان البدوي ينظر إلى صورته كأنها تنطق، فتعجب من حذق الصانع. وكان بالقصر حمام عتيق مجرى مائها حاكم على أساس القبة، فخزن الماء من حين الشروع فيها في بركة معدة لها، فلما تمت القبة قال لهم: إني الليلة بائت في القبة معكم لا ينصرف منكم أحد. فشربوا إلى آخر النهار، واستقبلوا الليل بالسرور وهم على غاية الطمانينة، وأمر الملك أن يحفر التراب عن
الأساس إلى أن يظهر الملح، ويطرّق إليه ويستر بالبسط، وسأل في كم يذوب الملح إذا أطلق عليه ماء سخن؟ فقيل له: في تسع ساعات. فعلق الاسطرلاب، وأطلق الماء من المغرب في الأساس، فساح الماء على الملح إلى ثاني ساعة، قام الملك بعد أن جهزمن يعز عليه في الاشتغال، وترك من لا يريده معهم، وخرج فأوسع طريق الماء بالإسباغ إلى أن ذاب أكثر الملح، وقوي عليه الماء، فيقطت بدا واحداً فلم يسلم منهم أحد، وكان قد أمرهم أن يكتبوا إلى أولادهم ليحضروا ويحضروا البنات معهم، فكتبوا من حال وصولهم فاتفق وصولهم في صبيحة ذلك اليوم الذي سقطت فيه القبة. إلى أن يظهر الملح، ويطرّق إليه ويستر بالبسط، وسأل في كم يذوب الملح إذا أطلق عليه ماء سخن؟ فقيل له: في تسع ساعات. فعلق الاسطرلاب، وأطلق الماء من المغرب في الأساس، فساح الماء على الملح إلى ثاني ساعة، قام الملك بعد أن جهزمن يعز عليه في الاشتغال، وترك من لا يريده معهم، وخرج فأوسع طريق الماء بالإسباغ إلى أن ذاب أكثر الملح، وقوي عليه الماء، فيقطت بدا واحداً فلم يسلم منهم أحد، وكان قد أمرهم أن يكتبوا إلى أولادهم ليحضروا ويحضروا البنات معهم، فكتبوا من حال وصولهم فاتفق وصولهم في صبيحة ذلك اليوم الذي سقطت فيه القبة.
فلما حضروا رأوا الملك باك عليه ثوب قطن والحزن ظاهر عليه، فقال: ما ترون ما قد جرى على هؤلاء يعز والله عليّ، ولكن هذا أمر سماوي ليس فيه حيلة. ثم طلب المعمار فضرب عنقه لئلا يشيع