للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنذ مات اضطربت أحوال الملك السعيد وظهرت إمارات الأدبار على الدولة الظاهرية وأخذت في النقص والتلاشي، وإذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه. وكان عمره خمساً وأربعين سنة أو ما حولها، وخلف تركة عظيمة تجاوز الحصر ومن الوارث اثنين وزوجة. وأما الملك السعيد وأخوته نجم الدين خضر وبدر الدين سلامش أولاد معتقة رحمه الله تعالى فلقد كان من حسنات الدهر ومحاسن الدولة الظاهرية سقى الله عهد واقفها.

الحسن بن إسماعيل بن عبد الملك بن درباس أبو محمد ناصر الدين الهذباني الماراني. مولده بالقاهرة سنة ثماني عشرة وست مائة. وكان عنده فضيلة ومشاركة في الأدب والنظم وفيه مكارم أخلاق وحسن المحاضرة، وجده صدر الدين عبد الملك قاضي قضاة الديار المصرية في أيام السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى مشهور. وكان مدرس مدرسة سيف الإسلام بالبندقانيين بالقاهرة. وتوفي ليلة الاثنين ثامن شهر رجب، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى بتربتهم المعروفة بهم رحمه الله تعالى.

خضر بن أبي بكر بن موسى أبو العباس المهراني العدوي. كان يقول: إنه من قرية المحمدية من أعمال جزيرة ابن عمر، وهو شيخ الملك الظاهر المشهور أمره. وسبب معرفة الملك الظاهر به واعتقاده فيه أن الأمير سيف الدين قشتمر العجمي أخبره عنه قبل أن يتسلطن أنه قال: إن ركن الدين بيبرس

<<  <  ج: ص:  >  >>