صب يلوم العيس في قطع الفلا ... بهم وحاديهم منه حنين
يا برق إن أهلّ شأن ربوعهم ... هملت لها من ناطريه شؤون
ما قيّد الأظعان مهجة نفسه ... إلا ليطلق دمعه المسجون
ظعن هتكن الليل حين سرينه ... وحبابهن عن العيون مصون
حجبن بالاشباه وهي ذوابل ... ومعاطف وصوارم وجفون
وجرعن نقب المنحني فتأرجت ... بنسيمهن أجارع وحزون
ولقد وقفنا للوداع عشية ... وعلى ملاحظة العيون عيون
أبكي الدما بين الذوابل شرعاً ... وكأنني في ناظري طعين
يا حيرتي بلوى الأراك دنا النوى ... وعليكم للمستهام ديون
ما كنت أعلم أن عهد فتاتكم ... مين ولا أن الفراق منون
بنتم فأخفاني الأسى من بعدكم ... سقماً فما أنا لا أكاد أبين
عجباً لطرفي كيف لم يجئ الكرى ... فيه وماء الدمع منه معين
وقال أيضاً رحمه الله:
أما آن أن تبدو لعينك نارها ... وهذي المطايا قد براها سفارها
شققت بها وهنا على الأين والوجا ... بطون موام كالظلام نهارها
وجئت بها والآل يلمع بالضحى ... ظهور فياف لا تجاب قفارها
إذا العتب قد أنكرتها بطويلع ... مرابع يزهو شيحها وعرارها