ففي صولة القاضي الجليل وسمته ... وفي سطوة الملك الشديد التمرد
وفي جلدة الغضبان حالة طيشه ... وفي نخوة القرم المهيب المسوّد
وفي سورة الصهباء حار مديرها ... وفي يبس أخلاق النديم المعربد
وفي الحر والبرد الذين تقسما الزمان وفي إيلام كل مجسد
وفي سر تسليط النفوس ونشرها ... عليّ وتحسين التعدي لمعتد
وفي عثر الغارات يستعرف الفضا ... ويكحل عين الشمس منه بإثمد
وعند اضطرام الخيل في كل مأزق ... يعثر فيه بالوشيج المقصد
وفي شدة الليث الهصور وبأسه ... وشدة عيش بالسقام منكد
وفي جفوة المحبوب عند وصاله ... وفي عذره من بعد عهد موكد
وفي روعة البين المشيب وموقف الوداع لحران الجوانح مكمد
ومن فرقة الألاف بعد اجتماعهم ... وفي كل تشتيت وشمل مبدد
وفي كل دار أقفرت بعد إنسها ... وفي ليل ناد أو دراس معهد
وفي هول أمواج البحار ووحشة القفار وسيل بالمذاهب مزبد
وعند قيامي بالفرائض كلها ... وحالة تسليم لسر التعبد
وعند خشوعي في الصلاة لعزة المناجى وفي الأطواف عند التشهد
وحالة إهلال الحجيج وحجهم ... وإعمالهم للعيس في كل فدفد
وفي عسر تخليص الحلال وفرّة الملال لقلب الناسك المتزهد
ويبدو بأوصاف الكمال فلا أرى ... برؤيته شيئاً قبيحاً ولا ردى