إذ نجتني ثمرات العيش يانعة ... ندنو ونعطف غصن الوصل ريانا
فغيرتنا الليالي في تلونها ... بنا وما زال هذا الدهر خوانا
أخشى الزمان وأرجو في تقلبه ... مظفر الدين رب الجود عثمانا
من بأسه يطرد اللاواء إن نزلت ... بنا ويصرف صرف الدهر إن آنا
فذاك معتصم اللاجي ومفترح ... الراجي وحسبي بما يوليه برهانا
يمنه نحو الأماني في ذرى ملك ... ومالك تلق من نعمان رضوانا
محجب لم يحجب عنك نائله ... يوليك منا ولا يوليك منانا
أجرى الندى بعد أن ملت مطامعنا ... من الكرام فأحياها وأحيانا
المبتدى بالعطايا قبل مسألة ... ما أن يشوب بها مطلاً وليانا
غيث إذا أخلف العيث الشحوح همت ... يمناه جوداً على العارفين هنانا
ما إن يخف له حلم يزينه ... ولو وزنت به رضوى وثهلانا
مهابة تذر الأكباد راجفة ... رعباً وتذهل ألباناً وأذهانا
خلائق كالصبا هبت معطرة ... فأرجت بشذاها الرند والبانا
ورأفة تمنح الجاني وإن عظمت ... منه جنايته عفواً وغفرانا
قد رام من رتب العلياء منزلة ... غدت تريك حضيضاً أوج كيوانا
هيهات يدرك من رام اللحاق به ... شأواً وقد جعل العلياء ميدانا
راموا مداه وما نالوا لأنهم ... ناموا عن المجد لما بات يقظانا