مطعام جدب ومطعان بيوم وغى ... حبذا هو مطعاماً ومطعانا
كالسيل مدفقاً والسيف منصلتاً ... والغيث منسجماً والليث غضبانا
ورب يوم وغى كالليل عنترة ... تريك أنجمه في النقع خرصانا
أضحت كؤوس المنايا فينه دائرة ... فكم بها من كمى راح نشوانا
ترى النفوس رخاصاً في تلاحمها ... وربما قد علت في السلم إثمانا
وافى به أسد للحرب متخذ ... من الذوابل لا للخوف خفانا
أبدى البديع ولا بدع كسلوته ... فيهم ففارقت الأرواح أبدانا
راح ينثرهم بالضرب آونة ... بأساً وينظمهم بالطعن أحيانا
في فتية قد غذوا محصن الندى وسقوا ... من المكارم والعلياء البانا
وهذبته على فضل خلائقه ... حتى اغتدوا في اكتساب المجد أعوانا
قوم إذا سمعوا صوت الصريخ بهم ... طاروا إليه زرافات ووحدانا
مظفر الدين كم ظفرت ذا أمل ... فرداً فعاد عزيزاً بعد ما هانا
تكفي العفاة لدى ناديك إذ نزلوا ... سعداً ونزعوا قلاص الركب سعدانا
أرى مديح سوى عليك مختلفاً ... ميناً ومدحك لي أمناً وإيمانا
وقال أيضاً رحمه الله تعالى:
أحن شوقاً والنياق رزم ... لها من الوجد لسان أعجم
حنينها ترجم عن غرامها ... وعبرتي عن لوعتي تترجم
دعها تبيد البيدا عناقاً فقد ... لاح لها من الغوير علم