المذكور يقول:
هلم يا صاح إلى روضة ... يحلو بها العاني صدى همه
نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يضحك في كمه
وهذا مأخوذ من قول ابن عمار:
يا ليلة بها في ظل أكتاف النعيم ... من فوق أكمام الرياض أذيال النسيم
وقال في الزين البغدادي وقد لبس ثوب صوف أسود:
لبس السواد فخلته متعبدا ... ومشى قليلاً في الطريق قليلا
في هيئة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
وقال وقد احتيل على الحشر:
أمولاي شمس الدين طال ترددي ... بحائرة قد عيل من دونها صبري
وقد كنت قبل الحشر أرجو نجازها ... فكيف بها قد صيروها إلى الحشر
وقال يتذكر أيام شبابه:
هل ذاق برق بالغوير أنارا ... أم أضرموا بلوى المحصب نارا
وكلاهما إن لاح من هضب الحمى ... لي شائق ويهيج تذكارا
فيما التعلل والشباب منكث ... عنى وقد شط الحبيب مزارا
وقد استرد الدهر ثوب الصبا ... وكذلك يؤخذ ما يكون معارا
فارفق بدمعك في الفراق فما الذي ... يبقى لتشفى أربعاً وديارا
ودع النسيم يراوح القلب الذي ... أروى زناداً للتشوق نارا
مع أنني أصبو إلى بان الغضا ... إن شمت برقاً أو شممت عرارا