لا راحل بل قائم عني إلى ... ماء الفرات يخوض منه غمارا
وأما تراني فاقداً ومنعماً ... في الجو ليلاً خلفه ونهارا
دعني فقد برد الهواء وقد أتى ... أيلول يطفى للهجير جمارا
ووراء تشرين جاور عدة ... عجلان يحدو للسحاب وطارا
والبارق الهامي على قلل الحمى ... سرى هناك خيوطه كالتارا
والفيض طام ماؤه متدفق ... والطير فيه يلاعب التيارا
والنهر حن به فراح مسلسلاً ... صبا تحيراً لا يصيب قرارا
بهر النواظر حين أنبت شطه ... للناظرين شقائقاً وبهارا
والصبح في آفاقه يا سعد قد ... أخفى النجوم وأطلع العرارا
فانهض إلى المرنى الأنيق بنا وقد ... هب الصباح ونبه الأطيارا
وتباعث جناتها في أفقها ... مثل النعام قوادماً يتسارى
من جو زور للعراق قوادماً ... يا مرحباً بقدومها زوارا
فاصح إلى رشق القسى إذا ارتمت ... مثل الحريق أطار عنه شرارا
وأطرب على نغمات أطيار بدت ... في الجو وهى تجاوب الأوتارا
من كل طيار كأن له دما ... عند الرماة فثار يبغي الثارا
هل جاء في طلب العش لحتفه ... أم جاء يطلب عندها الآثارا
فاكتم يطرب بالجناح كأنه ... أيدي القيان تحرك الأوتارا
خاض الظلام وعب فيه فسود ... الرجلين منه وسود المنقارا