ولده الأمير حسام الدين مهنا على إمرته وأقطاعه وزاده، وضاعف حرمته، وبسطته، وكان بين وفاته ووفاة الأمير أحمد بن حجي دون السنة، وكان بينهما من المنافسة ما يكون بين النظراء، فكان أجلهما متقارب، وصلى على عيسى رحمه الله بجامع دمشق بالنية يوم الجمعة تاسع ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد الله عماد الدين الأنصاري المعروف بابن الشيرجى. من أعيان الدمشقيين، وأكابرهم، وعدولهم، وذوى الثروة والوجاهة والرياسة فيهم، وهو ناظر أوقاف ست الشام بدمشق المدرستين والخانقاة. سمع الكثير، وحدث، وبيته مشهور بالرياسة والتقدم. وكان عماد الدين موصوفاً بالخير، والديانة، وكثرة التواضع، وكرم الأخلاق، وحسن العشرة، والموادة، ولى عدة ولايات جليلة آخرها نظر الخزانة بدمشق. وتوفى ليلة الثلاثاء سادس ربيع الأول هذه السنة ببستانه، ودفن يوم الثلاثاء بتربتهم في مقابر باب الصغير. ومولده سنة ثلاث عشرة وست مائة.
محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل بن مقلد أبو المفاخر عز الدين الأنصاري الشافعي المعروف بابن الصائغ. لازم الاشتغال من صغره على جماعة من الفقهاء، ثم لازم القاضي كمال الدين عمر التفليسي رحمه الله وانتفع به، وتنبه عليه، وصار يعد في أعيان الفقهاء، وأكابرهم، وأشرك بينه وبين القاضي شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة المقدسي رحمه الله تعالى