وكان يقع في الملك الناصر صلاح الدين يوسف عندهم ويحرضهم عليه وعلى استئصال شأفته فأمر هولاكو لكتبغا نوين باستصحابه معه إلى الشام وتسليم بلاده إليه فاستصحبه معه وسلم إليه بلاده وبقي مع كتبغا لا يفارقه وشهد معه سائر وقائعه وحصاراته في هذه السنة ورأيته معه ظاهر بعلبك وعليه السراقوج وحضر معه المصاف بعين جالوت وقاتل قتالاً شديداً وكان شجاعاً مقداماً، فلما من الله تعالى بنصرة الإسلام أحضر بين يدي الملك المظفر سيف الدين قطز رحمه الله فأمر به فضربت رقبته صبراً بين يديه ولم يقله عثاره وأخذت بلاده وحواصله، وكان قتله يوم المصاف بعين جالوت وهو نهار الجمعة خامس عشري شهر رمضان المعظم أو ثاني يوم المصاف.
الحسين بن علي بن القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ابن الحسين أبو حامد الدمشقي الشافعي المعروف بابن عساكر الملقب بالحافظ ومولده في ليلة الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة بدمشق وسمعه أبوه الكثير من جماعة كثيرة واستجاز له في رحلته إلى العجم الجم الغفير وحدث بدمشق ومصر وأبوه سمع الكثير ببلده ورحل إلى بلاد عديدة وحصل كثيراً وكان فضلاً حافظاً وتوفي ولم يبلغ الأربعين وجده القاسم سمع الكثير وحدث به وكان حافظاً مشهوراً وله تخاريج وجموع وجد أبيه على أحد الأئمة المشهورين صاحب