التصانيف والفوائد من جملتها تاريخ دمشق الذي لم يسبق إلى مثله وله الرحلة الواسعة والتصانيف النافعة وكانت وفاة أبي حامد المذكور في شهر شعبان من هذه السنة بنابلس وهو متوجه من مصر إلى دمشق رحمه الله.
رسلان شاه بن داود بن يوسف بن أيوب بن شاذي الأمير أسد الدين كان جميل الأوصاف حسن الشكل شجاعاً كريماً واسع الصدر عالي الهمة ووالده الملك الزاهر مجير الدين داود كان صاحب البيرة وجده السلطان الملك الناصر صلاح الدين الكبير رحمه الله واستشهد الأمير أسد الدين المذكور بأيدي التتر في ثاني صفر من هذه السنة ببواشير حلب رحمه الله تعالى، وكان والده الملك الزاهر مجير الدين داود يحب الفضلاء وأهل العلم ويقصدونه من البلاد ولما ولد بالقاهرة لسبع بقين من ذي القعدة أو ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة كان والده السلطان صلاح الدين رحمه الله بالشام وكان الثاني عشر من أولاده فكتب إليه القاضي الفاضل رحمه الله رسالة يبشره بولادته من جملتها، وهذا المولود المبارك هو الموفى لاثني عشر ولداً بل لاثني عشر نجماً متقداً فقد زاد الله سبحانه في أنجمه عن أنجم يوسف عليه السلام نجماً ورآهم المولى يقظة ورأى تلك الأنجم حلماً ورآهم المولى ساجدين له ورأينا الخلق لهم سجوداً، وهو تعالى قادر أن يزيد في حدود المولى إلى أن يراهم آباء وجدوداً.
وحكى عن الملك الزاهر جماعة أنه كان يقول من أراد أن يبصر صلاح الدين فليبصرني فأنا أشبه أولاده به وكان الزاهر شقيق الملك لظاهر