أنها كُروية، وهو كذلك؛ لأن الشمس والقمَر بالليل يَجريان تَحتَ الأَرْض، كما قال -رضي اللَّه عنه-.
والأرضُ هي أرضُنا هذه، والأرَضون السِّتُّ الباقية تَحتَها، يَعنِي: الأرض طبَقات مثل السماء طبَقات بعضُها فوق بَعْض، ألَمْ ترَ إلى البَيْضة فيها القِشْرة الأعلى، ثُمَّ القِشْرة الثانية والتي يَليها البَياض، ثُمَّ البَياض، ثُمَّ قِشْرة رقيقة، ثُمَّ الأَصْفَر؛ فطبَقات الأرض مثل البَيْضة هكذا، كذلك أيضًا السمَوات نَفْس الشيء طبَقات مُكوَّرَة.
فإن قال قائِل: هل هي مُنفَصِلة؟
فالجَوابُ: فيه خِلافٌ؛ بعض العُلماء رحِمَهُم اللَّهُ يَقول: إن بَينَهُنَّ فَصْلًا وهَواءً، يَعنِي: مثل ما أنَّ السمَواتِ بينها هَواءٌ وفَصْل. وبعضُهم يَقول: لا فَصْلَ بينها.
فإن قيل: إذا قُلْنا: إنه تَدور الشمس والقمَر من تَحت الأرَضين السَّبعْ كلِّها؛ فكيف ذلك؟
فالجَوابُ: الأرَضون السبعُ هي الكُتْلة، فكُتْلة الأرض هذه التي يُسمُّونها الكُرةَ الأَرْضية، هذه مُتَضمِّنة للسَّبْع، فالسَّبعْ في جَوْفها، والدليلُ على هذا قولُه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبع أَرَضِينَ"(١)؛ لأنه إذا ظلَم الأرض العُليا التي نحن عليها الآنَ، فيَكون قدِ اعتَدى على التي تَحتَها، والتي تَحتَها، والتي تَحتَها إلى السَّبعْ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب المظالم، باب إثم من ظلم شيئا من الأرض، رقم (٢٤٥٣)، ومسلم: كتاب المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض، رقم (١٦١٢/ ١٤٢) من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-.