للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النار, يغلي منه دماغه - نسأل اللَّه العافية -؛ لأنه نَصَرَ النبي، وأحاطه، وحماه في حياته, لكنه مات على الكفر نعوذ باللَّه؛ ولهذا صار من أهل النار، صارت الشفاعة في التخفيف عنه تخفيفاً لا يخرجه من النار, بل يجعله في الطبقة الأولى منها في ضحضاح منها، وهذه الشفاعة خاصة بأبي طالب، وخاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي مستثناة من قوله - عز وجل -: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ} يعني الكفار {شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} (١) الكفار ما تنفعهم شفاعة الشافعين إلا هذه الخاصة التي في أبي طالب مستثناة, جاء بها النص، يعني نفعته بعض النفع, وإن كان مخلَّداً في النار, ومعذَّباً في النار, لكنه خُفِّفَ عنه بعض الشيء لأسباب شفاعته - عليه الصلاة والسلام -.

الخصلة الخامسة: أنه بُعث للناس عامة, والأنبياء يبعثون إلى أقوامهم, كل نبي يُبعث إلى قومه, أما نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بُعث إلى الناس عامة الجن والإنس، يدعوهم إلى اللَّه، وإلى توحيد اللَّه من آمن به واتبعه, فله الجنة من الإنس والجن والعرب والعجم والذكور والإناث, ومن لم يقبل منه ولم يصدقه فله النار، نعوذ باللَّه.

كما قال اللَّه سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٢)، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا


(١) سور المدثر، الآية: ٤٨.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٥٨.

<<  <   >  >>