للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

- عليه الصلاة والسلام -، والحكمة من ذلك، واللَّه أعلم: أن الناس يُبكرون وينتظرون، فشُرع التبكير بها، حتى لا يشق عليهم؛ لأنه إذا تأخر عليهم قد يشق على بعض الناس، ولاسيما من جاء مبكراً.

فالسنة للإمام أن يُبكر بالجمعة من حين تزول الشمس حتى يخفف على المبكرين المنتظرين، الذين قد يشق عليهم الجلوس، وهم جاءوا مبكرين، فينبغي أن يراعوا، وأن لا يتأخر عن إقامتها في أول الوقت، تأسياً بالنبي - عليه الصلاة والسلام -، وتقديراً لهؤلاء المتقدمين، ورحمةً لهم.

والحديث الرابع: فيه الدلالة على أنه يُشرع في صلاة الفجر يوم الجمعة: أن يقرأ بـ {ألَمْ تَنْزِيلُ} السجدة، وفي الثانية: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ} هذا السنة، ثبت هذا في الصحيح من حديث أبي هريرة، وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس، ومن حديث ابن مسعود عند الطبراني: «وكان يديم ذلك» (١)، كما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه -: يديم قراءتهما يوم الجمعة في الفجر {ألَمْ تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}، هذا السنة يقرأ الفاتحة، ثم يقرأ بعدها في الأولى {ألَمْ تَنْزِيلُ} السجدة، من أولها إلى آخرها، وفي الثانية بعد الفاتحة {هَلْ


(١) أخرج الطبراني في المعجم الصغير، ٢/ ١٧٩:عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ}، السَّجْدَةَ وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ} يُدِيمُ ذَلِكَ، برقم ٩٨٦، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل، ٣/ ٩٦ «قال الحافظ في الفتح، ٢/ ٣١٤: «ورجاله ثقات، لكن صوّب أبو حاتم إرساله».

<<  <   >  >>