الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» - عليه الصلاة والسلام - , ثم قضى - عليه الصلاة والسلام -، أي ثم توفي - عليه الصلاة والسلام - في تلك الساعة, فكان من آخر عمله التسوك. فدل ذلك على شرعية السواك في كل وقت, ولاسيما عند الأمور المذكورة: الوضوء، والصلاة، والاستيقاظ من النوم، ودخول المنزل، وتغير الفم ونحو ذلك.
في حديث عائشة عند النسائي بسند صحيح يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»(١). وهذا يدل على شرعيته دائماً.
السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب. وحديث أبي موسى يدل على هذا, فإنه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يستن، ولم يقل عند الصلاة, بل في أوقات عادية وهو يستن، والسواك على طرف لسانه، وهو يقول «أُع أُع, كأنه يتهوع» الظاهر - واللَّه أعلم - أن ذلك من أجل ما قد يلحق بالحلق شيء من شعرات السواك.
فإن السواك قد ينتثر منه بعض الشعرات القليلة, فتؤثر على الحلق, فلعله كان يتهوع من أجل هذا؛ لأنه دخل على حلقه شيء من السواك, فأراد إخراجه بذلك، والمقصود من هذا أنه رآه يستاك في
(١) البخاري، كتاب الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم معلقاً مجزوماً به، قبل الحديث رقم ١٩٣٤، والنسائي في الكبرى، ١/ ٦٤، برقم ٤، وفي سنن النسائي (المجتبى)، كتاب الطهارة، باب الترغيب في السواك، برقم ٥، ومسند أحمد، ١/ ١٨٦، برقم ٧، وقال محققو المسند، ١/ ١٨٦: «صحيح لغيره»، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٠.