١١٠٨ - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج ٥ ص ٢٣٥): حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني راشد بن سعد عن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال «يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري» فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال «إن أولى الناس بي المتقون من كانوا [ص: ١٧٠] وحيث كانوا».
* وقال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني: أن معاذًا لما بعثه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج معه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوصيه ... بنحوه، وفي آخره: فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا تبك يا معاذ للبكاء -أو إن البكاء- من الشيطان».
هذا حديث صحيحٌ. وعاصم بن حُمَيْدٍ قد سمع من معاذ كما في ترجمته من "تهذيب التهذيب"، والحديث بالسند الأخير ظاهره الإرسال، وهو بالسند الأول متصل، والحمد لله.
* قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في كتاب "السنة"(ص ٩٣): ثنا محمد بن عوف، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني (١)، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة فقال:«إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا. اللهم إني لا أحل لهم إفساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها كما تكفأن الإناء في البطحاء».
هذا حديث صحيحٌ. ثم أعاده ابن أبي عاصم رحمه الله (ج ٢ ص ٤٨٦) بهذا السند وبهذا المتن.