٣٧٩ - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج ١ ص ١٧٠): حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد حدثني والدي محمد عن أبيه سعد قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء مرتين قال لا وما ذاك قال قلت لا إلا أنى مررت بعثمان رضي الله عنه آنفًا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام قال فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام قال عثمان ما فعلت قال سعد قلت بلى قال حتى حلف وحلفت قال ثم إن عثمان رضي الله عنه ذكر فقال بلى وأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفًا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي [ص: ٣٢٥] غشاوة قال قال سعد فأنا أنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «من هذا؟ أبو إسحاق؟ » قال قلت نعم يا رسول الله قال «فمه؟ » قال قلت لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك قال «نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ، ويرتقي إلى الصحة بما بعده.