عن لجان الطلبة فيها وما تقوم به من أعمال كبار في ميادين الجهاد الوطني. وألفت أنا ونفر من أخواننا (١) لجانَ الطلبة في المدارس الثانوية ثم في الجامعة، ثم ألفت لجنة مركزية للطلاب وكنت عضواً فيها، ثم تشرفت أن كنت يوماً رئيسها، وكنت من محرري جريدة «الأيام» يوم كانت جريدةَ الكتلة الوطنية وكان رئيس تحريرها الأستاذ عارف النكدي، وكان للجنة المركزية بهو خاص في دار «الأيام». ويشهد أقطاب الحركة الوطنية في ذلك العهد ما صنعت لجنة الطلبة، وحسبها أنها هي التي أبطلت انتخابات ٢٠ كانون المزورة سنة ١٩٣٠، وهي التي كانت تعد الإضراب العام في المدينة، وهي التي كانت القوة المنفذة لمقررات شيوخ الوطنية وقادة الجهاد. واستمرت على ذلك إلى أن وُقّعت المعاهدة سنة ١٩٣٦.
ذكرت هذا كله لمّا قرأت المقالة، وقلت في نفسي: لقد انقضى عهد النضال السلبي وحررت البلاد من الانتداب وتمت (والحمد لله) نعمة الاستقلال، فلم يبقَ مجال لمثل تلك الأعمال، فلماذا لا نسخّر هذه القوى الهائلة، قوى الطلاب والشباب، للأعمال الإنشائية النافعة التي تشير إلى أمثلة منها هذه المقالة التي قرأتها في المختار؟
لم يكن في دمشق في أيامنا إلا ثانوية رسمية واحدة هي «مكتب عنبر» وفيها ثلاثمئة طالب فقط، وكان طلاب الجامعة لا يزيدون -فيما أقدّر- على أربعمئة أو خمسمئة، وقد قمنا بهذه
(١) منهم الدكتور صبري القباني والأستاذ مدحت البيطار.