قرأت في عدد قديم من مجلة «المختار» مقالة لكاتب أميركي، تحدث فيها عن لجان الشباب وما تقوم به في أميركا من الأعمال الجسام.
من ذلك أن حي الأعمال في مدينة أوشكوش قد اشتدت فيه ضوضاء السير وضجة السيارات حتى لم يعد يستطيع سكانه العمل، وكادت هذه الضجة المستمرة تحطم أعصابهم وألحوا على الحكومة أن تجد لهم مخلصاً من هذا البلاء. ففكر رئيس شرطة السير في المدينة، فلم يجد إلا سبيلاً واحداً للخلاص، هو أن يلجأ إلى لجنة الشباب في المدينة. فأثار حماستهم ورغّبهم وقال لهم:"هذه فرصة لكم لخدمة مدينتكم". فقبلوا، وكلّفت اللجنة مئتين من أعضائها ممن تتراوح أعمارهم بين ثلاث عشرة سنة وسبع عشرة سنة، فوقفوا على أطراف الطرق ثلاثة أيام يسألون كل سائق سيارة رأيه ويتفهمون أسلوبه في القيادة وعادته في وقف السيارة والانتظار بها، وقدّموا المعلومات التي جمعوها إلى رئيس الشرطة فاستطاع أن يضع -بعد معرفتها- نظاماً جديداً للسير مستمَدّاً من الواقع قاطعاً أسباب الشكوى، ووفروا على الحكومة ٢٨ ألف دولار.