أنا أعلم أن أثقل الكلام الحديث المعاد، وأنا قد تكلمت في هذا الموضوع غير مرّة، ولكني مضطر مع ذلك إلى العودة إليه.
والذي اضطرني كتاب حمله إليّ البريد يقص فيه صاحبه (ولست أدري مَن هو، وليس في الكتاب ما يدل عليه) يقص قصة يقطر من سطورها الدمع، ويُشَمّ منها رائحة القلب المحترق. يقول إنه رجل مستور صالح، متمسك بحبال الديانة، مقيم على عهد الفضيلة، وله بنت مشت في طريق الشر خطوة خطوة حتى صحبت الأشرار وهتكت الأستار، فسقطت في حفرة العار. وتلك هي النهاية التي تنتهي إليها كل فتاة تسلك سبيل الغواية والضلال.
ويقول إن سبب ذلك كله المدرسة أولاً، والجامعة ثانياً، ويلعن المدارس التي علمت البنات الاختلاط والقعود إلى جنب الرجال، ومبادلتهم الأحاديث، وما يجر إليه الحديث من أضرار، ويلعن المجتمع الذي أفسدهن ... إلى آخر ما جاء في الكتاب.