هذا إنذار، أستحلف كل قارئ من قرّاء الرسالة في الشام أن يحدّث به وينشره ثم يحفظه ... فإنه سيجيء يوم تضطره أحداثه أن يعود إليه فيقول:"يا ليته قد نفعنا هذا الإنذار، يا ليتنا ... " ويومئذ لا تنفع شيئاً «ليت»؛ إنها لا ترد ما ذهب ولا ترجع ما فات!
وهذا إعذار إلى الله، ثم إلى كُتّاب التاريخ، لئلا يقولوا إنها لم ترتفع في دمشق صيحة إنكار لهذا المنكر ولم يعلُ فيها صوت ناطق بحق ... وإن كتّابها وأدباءها حضروا مولد سنّةٍ من «ألْعَن» سنن إبليس فلم يقتلوها وليدة ضعيفة، وتركوها تكبر وتنمو حتى صارت طاعوناً جارفاً، حتى غدت ناراً آكلة، حتى استحالت داهية دَهْياء أيسر ما فيها الخسف والمسخ والهلاك ... ونعوذ بالله من تذكير لا ينفع وإنذار لا يفيد.
(١) نشر جدي هذه المقالة رداً على ما كان في احتفالات الجلاء من عدوان على الدين والأخلاق، وقد أثارت في الشام ضجة وكانت لها آثار. انظر تفصيلات ذلك كله في الحلقة ١٤٨ من «الذكريات»، ٥/ ٣٠٤ وما بعدها من الطبعة الجديدة (مجاهد).