للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صناعة «المَشْيَخَة»

نشرت سنة ١٩٥٩

لقيني أمس اثنان من الأصدقاء، فلامني أحدهما على أني أكشف رأسي وأحلق لحيتي، وقال الآخر مازحاً: دعه، حاجتنا (١) من «المشيخة»؛ ابقَ كما أنت يا رجل.

فقلت في نفسي: سأجعل جوابهما هذا الفصل. وما ذاك لأني أحب أن أشغل الناس بالحديث عن نفسي، بل لأن هذا الموضوع مما تخوض فيه الألسنة ويدور عليه الجدل ويجب بيان وجه الحق فيه.

* * *

أما حلق اللحية فلا والله ما أجمع على نفسي بين الفعل السيء والقول السيء، ولا أكتم الحق لأني مخالفه، ولا أكذب على الله ولا على الناس. وأنا أقر على نفسي أني مخطئ في هذا، ولقد حاولت مراراً أن أدع هذا الخطأ ولكن غلبتني شهوة النفس وقوة العادة، وأنا أسأل الله أن يعينني على نفسي حتى أطلقها (٢)،


(١) من العامي الفصيح؛ أي أخذنا حاجتنا.
(٢) وقد أعانني، فله الحمد.

<<  <   >  >>