لقيني الأستاذ عز الدين التنوخي (وكنت قادماً من سفر) فقال لي: هَلُمّ!
قلت: إلى أين؟
قال: إلى الجبل، نزور أمير البيان ورجل الإسلام، شكيب أرسلان.
قلت: ما أعدل والله بزيارته شيئاً، ولكني آتٍ من سفر ولم أبلغ داري.
قال: اطمئن، فإن الدار في محلها لم تَطِرْ، وما عليك أن تراها غداً؟
قلت: صحيح.
وسرت معه. ولم أعد أرى السفر شيئاً، لأني أصبحت -في هذه السنين الأواخر- كذلك الذي كان «موكَلاً بفضاء الله
(١) في الطبعة الجديدة التي أصدرتها دار المنارة من هذا الكتاب سنة ١٩٨٨ كتب الشيخ يقول: "هذه المقالة كُتبت من أكثر من نصف قرن، يوم كان لبنان لبنان، لم تمسه الحدثان ولم تعبث به يد الزمان. كانت أدباً فصارت تاريخاً، وكانت للمتعة فصارت للعبرة" (مجاهد).