زرت من أيام صديقاً لي قبيل المغرب، فجاء ولده يسلم عليّ وهو مصفرّ الوجه بادي الضعف، فقلت: خيراً إن شاء الله؟
قال أبوه: ما به من شيء، ولكنه كان نائماً.
قلت: وما له ينام غير وقت المنام؟
قال: ليسهر في الليل. إنه يبقى ساهراً كل ليلة إلى الساعة الثانية.
قلت: ولِمَ؟
قال: يستعد للامتحان.
قلت: أعوذ بالله! هذا أقصر طريق للوصول إلى السقوط في الامتحان. لقد دخلت خلال دراستي الابتدائية والثانوية والعالية امتحانات لا أحصي عددها فما سقطت في واحد منها، بل كنت فيها كلها من المجلين السابقين، وما سهرت من أجلها ساعة، بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها.