دواء له ولا منجى منه إلا بالزواج، وأن كل من يمنع الزواج أو يضع في طريقه العراقيل أو لا يسهّله وهو قادر على تسهيله يكون عاملاً على زيادة هذا الوباء ونشره، وأن الخطر فيه على الجنسين ولكن الخطر على البنات أشدّ، لأن الشاب يجني جنايته ويمضي والبنت هي التي تحمل عواقبها، ولأن المجتمع يغفر للشاب ويقول:"ولد أثم وتاب" ولكنه لا يغفر للمرأة أبداً ولا يقبل لها توبة، وأن والد البنت لو عقل لسعى هو في زواجها.
لا؛ لا يعرضها على الناس ولا يرمي بها إلى أول طالب لها، بل يتبع سبيل الشرع وطريق العقل، فينظر إلى دين الخاطب وإلى خلقه، فإن رضي دينه وخلقه نظر إلى وضع أسرته وعادات أهله وتفكيرهم، فإن كان هو وأسرته موافقين للبنت وأسرتها، متقاربَين في الغنى والفقر وفي العادات وفي الوسط، وكان يستطيع أن يعيّشها كما كانت تعيش في بيت أبيها (١)، فليقبل به.
أما المهر فلا بدّ منه، ولكن ليكن معتدلاً لا يرهق الخاطب ولا يضيع حق البنت. فإن كان الخاطب صالحاً وليس في يده مال حاضر (كأكثر الشباب) فليكن المهر مؤجَّلاً، فإن وفّقَ الله وعاشا بسلام لم يضره كثرته مع تأجيله.
المهر شيء لازم، أما الشيء الذي ليس بلازم ولا مطلوب، والذي يمنع الزواج حقاً ويصعّبه ويعرقل مسيره، فهو هذه العادات السيئة المتّبَعة في الزواج. وهذه العادات إنما يُسأَل عنها ويحمل تبعتها النساء. وأنا أقول بالعناية بكل ما ينفع الزوجين في حياتهما،