عليك أن توضح خطك، فإن سوء الخط وخفاءه ربما كان السبب في غضب المصحح أو نقمته، فأساء حكمه على الورقة فأسقطها. وأن تكثر من العناوين، وأن تقطّع الفقرات وتميزها، وأن تجتنب الفضول والاستطراد. وقد يستطرد التلميذ فيذكر أمراً لم يُطلب منه، يريد أن يكشف به عن علمه، فيقع بخطيئة تكشف جهله فتكون سبب سقوطه.
هذا الذي عليك، وهذا الواجب في الامتحان وغيره. على المرء أن يسعى ويعمل، ولكن ليس النجاح مَنوطاً دائماً بالسعي والعمل.
يمرض اثنان، فيستشيران الطبيب الواحد ويتخذان العلاج الواحد ويكونان في المَشفى في الغرفة الواحدة وتكون معاملتهما واحدة، فيموت هذا ويبرأ هذا. فلِمَ؟ من الله. ويفتح اثنان متجرين، ويأتيان بالبضاعة الواحدة ويتخذان طريقة للبيع واحدة، فيقع هذا على صفقة تجعله من كبار الأغنياء ويبقى ذلك في موضعه، فلِمَ؟ من الله.
وأنا لا أقول لأحد أن يترك السعي. السعي مطلوب، وعلى التلميذ أن يقرأ الكتاب كله حتى الحاشية التي لا يهتم غيره بها، إذ ربما كان السؤال في الامتحان منها، وبعد ذلك يتوجه إلى الله فيطلب منه النجاح.
وهذه خاتمة النصائح ولكنها أهمها. وأنا أعلم أن من السامعين من يسخر مني إذ أقولها، وهو يستطيع أن يسخر مني