هذه المغريات. إننا ننظف الأرض ولكنا نترك السقف مثقوباً يقطر منه الوَكْف (الدلف) فلا تنظف الأرض أبداً ... نداوي المرض ولكننا نعود فنعطي المريض جراثيم الداء مع الدواء.
* * *
أما الذي يعالج المرض ويستلُّه من مكمنه ويقطع أسبابه فهو الزواج. وكل ما ذكرت لكم إلى الآن إنما هو علاج طارئ، يقطع النوبات المؤلمة ويمنع تجددها، وهذا هو العلاج الحقيقي.
لا تضحكوا وتقولوا: ولكنك قد اعترفت أنت بصعوبة الزواج، فكيف تعود إليه فتصفه؟
أنا الآن طبيب ووظيفتي أن «أشخّص» المرض، وقد شخصته في تلكم المقالة، وأن أصف الدواء، وهأنذا أصفه اليوم؛ عليّ أن أقول إن المرض هو الملاريا مثلاً، ودواؤه الكينين، فإذا أخفى الصيادلة الكينين أو رفعوا ثمنه أو أضربوا وأغلقوا صيدلياتهم في وجوه المرضى فليس يُلام الطبيب، ولكن تُلام الحكومة التي تدعهم يتلاعبون بصحة الناس. ولست أعني الصيادلة ولا الحكومة ولكن هذا مثال.
الدواء الزواج، وعلى الحكومة أن تؤلف لجنة من أهل الخبرة والاختصاص لتعمل على درس مشكلة الزواج وتبحث عن طرق تيسيره. وليس ذلك مستحيلاً، وقد أُلِّفت لجنة لذلك مرة، وكنت أعددت لها مشروع قانون «تسهيل الزواج»(لعلّه لا يزال موجوداً بين أوراقي) ويتضمن بعث حملة للترغيب في الزواج