للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي كل دار محمصة ومطحنة، ويوضع في أكياس، أو تشتغل البنت بصنع زهور صناعية، أو أنواع من الحلويات والكاتو (أي الفراني (١)) والبسكويت أو إعداد المواد التي يُصنع منها الزّعتر ومزجها ووضعها في أكياس، أو ترويب اللبن ووضعه في كؤوس، أو إعداد أنواع المربيات والمعقّدات كمربى المشمش والكباد والنارنج والجانرك والخوخ والسفرجل والتين والجوز واليقطين والجزر، أو خياطة ألبسة «بسيطة» للأطفال، ويتولى الأولاد توزيع ذلك.

وأنا أعلم أن هذا الكلام يبدو غريباً ولا يستطيع أكثر الآباء أن يقبله، وأنا كذلك لا أستطيع أن أقبله إذا سمعته من غيري، وهو يبدو غريباً عليّ وأنا أقوله الآن؛ لأن الأخلاق التي نشأنا عليها والتربية التي رُبينا عليها تعد مثل هذا العمل عيباً لا يشتغل به إلاّ المحتاج، وهو حين يشتغل به يستحي منه ويتمنى أن يستغني عنه، مع أن الإفرنج - ولا سيما الأميركان- لا يرون بذلك بأساً. ونحن نقلدهم دائماً في كل شيء ضار، فلماذا لا نقلدهم مرة واحدة في الشيء النافع؟


(١) قال الشيخ في غير هذا الموضع: الفَرَانيّ جمع فُرْنِيّة. قلت: وأحسب أن اقتراح «الفُرنيّة» تعريباً لكلمة «الكاتو» مما سبق إليه جدي رحمه الله (كما اقترح «الرادّ» للراديو و «الرائي» للتلفزيون). وهي كلمة مستعمَلة من قديم بمعنى غير هذا، وليس منه ببعيد؛ في «لسان العرب»: "الفُرْنيُّ خبزة مسلَّكة مضمومة الجوانب إلى الوسط، يُسَلَّك بعضها في بعض ثم تُروَّى لبناً وسمناً وسكّراً، واحدته فُرْنِيّة". (مجاهد).

<<  <   >  >>