تفهمون ما معنى الملامسة!) والزواج صلة دائمة تحتاج إلى رباط دائم يقوى بالملامسة ويشتدّ، ولا يزداد على الأيام إلاّ قوّة وإحكاماً.
وأنا من مدمني النظر في آداب الأمم كلها، ولا أحصي القصص التي قرأتها لكبار الأدباء في موضوع الزواج الذي يُبنى على الحب، ونهايتها كلها الشقاق والفراق. ولا تغتروا بأمثال آلام فرتر ورفائيل وماجدولين وبول وفرجيني وكرازييلا وجوسلان والأجنحة المتكسّرة، فهذه كلها صور لمرحلة الرغبة التي تكلّمت عنها، ولو تزوّج كل واحد من أبطالها بالتي يعشقها زواج حب فقط لكانت خاتمة القصة الطلاق!
لا؛ لا يصحّ أن يُبنى الزواج على الحبّ وحده إلاّ إن صحّ أن تُبنى العمارة الضخمة على أساس من الملح في مجرى الماء!
إنما يُبنى الزواج على التوافق في التفكير والسلوك والوضع الاجتماعي والحالة المالية، وبعد هذا كله تأتي العاطفة، فينظر إليها وتنظر إليه، أي ينظر إلى وجهها وكفّيها فقط بحضور وليّها أو أحد محارمها، لا كما أفتى ذلك الشيخ الخبّاص (١) الباقوري. فإن ألقى الله في قلب كل منهما الميل إلى الآخر صار هذا الميل مع الزواج حباً هادئاً مستمراً، وإن أحسّا نفرة أو عزوفاً أغنى الله كلاًّ منهما عن الآخر.
هذا جوابي على السؤال الأول. (أما جواب السؤال الثاني