"خلاط" فتأخر الكامل وأمسك يده ولم يجد شيئًا وقال: أنا ما أقاتل أخى يعني الأشرف وبلغ الأشرف ذلك فقال للناصر داود: إن أخي قد "حرووا" والمصلحة تقتضي استعطافه ثم سار إليه واجتمع به فصار نجده على الناصر لا له.
ثم اتفق الأخوان وهما الكامل والأشرف على ترحيل الناصر من دمشق واستنجد الكامل حينئذ بالفرنج وبالأنبروز ملك الفرنج في جيش كثيف فأعطاه الكامل القدس وهي مخربة الأسوار فشق ذلك على المسلمين، وبقي أهل بيت المقدس مع الفرنج في الدار، ونطق الناقوس وصمت الأذان وعد الناس ذلك وصمة في الدين وتوجهت به الأئمة من الخلافة قاطبة على الكامل، وخرج الناصر داود لتلقي عمه فبلغ اتفاقه هو والكامل عليه فبادر وحض البلد وجاء الأخوان فأحاط به وحاصره شهرًا، وقطعوا بانياس والقنوات ونهبوا البساتين وأحرقوا غالبها وتمت بينهم وقعات وقتل جماعة من الفريقين وأحرقت الحواضر واشتد البلاء.
وعظم الخطب شهرا وفي آخر الأيام أبرم الصلح في أول شعبان على أن يعوض الناصر بالكرك فتحول إليها وبقي سلطانها بيده، ودخل الملك قلعة دمشق ثم وجه عسكره لمحاصرة حماة ثم أعطى أخاه الأشرف دمشق بعد شهر وأعطى الأشرف عوضها حران والرها