عشرة وستمائة وذلك أن الفرنج خرجوا يوما في أهبة كاملة ليغيروا على الغربية في زيادة النيل ففتح الكامل عليهم سدا فأحاط بهم الماء من الجهات الأربع بحيث أنهم لا يقدرون على الوصول إلى دمياط.
قال ابن الأثير: ولو طول الكامل روحه يومين لأسرهم عن آخرهم بعد أن الكامل بعث إليهم ولده المكمل الصالح نجم الدين أيوب وصالحهم فجاءت ملوكهم إلى خدمته فأنعم عليهم، وكن قد وصل إليه أخواه السلطانان وهما المعظم عيسى والأشرف موسى بجيوشهما وعساكرهما فمد السلطان الكامل حينئذ سماطا عظيمًا حضره ملوك الفرنج، ووقف أخوه عيسى وموسى المشار إليهما في خدمته وكان يومًا مشهودًا حضره الخاص والعام وكان وقع فيه من غرائب الاتفاق غريبة وهي أن الكامل اسمه محمد والمعظم اسمه عيسى والأشرف اسمه موسى فقام راجح الحلي الشاعر وأنشد بين الكامل في تلك الحضرة العظيمة قصيدة عظيمة منها:
وبدا لسان الحال في الأرض رافعا ... عفيرته في الخافقين ومنشدا
أعباد عيسى إنَّ عيسى وحزبه ... وموسى جميعًا ينصران محمدا
وجرت فيما بين سنة تسع عشرة وستمائة وبين سنة خمس وعشرين منها بين الكامل وإخوته وأولادهم ومن تابعهم من أولاد عمه وبين الفرنج والتتار وغيرهم من الخوارج وقائع كثيرة وحروب متعددة ومنزلات ومحاصرات وتنقلات يطول شرحها. ومات المعظم وجاء التقليد بالسلطنة بالشام من الكامل لابن أخيه الناصر داود بن
المعظم في صفر من السنة المذكورة ثم قدم الكامل فى آخر العام إلى دمشق وجاءه أسد الدين صاحب حمص، فأغلق الناصر داود دمشق واستنجد بعمه الأشرف موسى فقدم من