للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم.

ولما ملك المعظم دمشق اقتضى رأيه تخريب قلعة الطور وقلعة بنين وبانياس في أول سنة ست عشرة خوفا من استيلاء الفرنج عليه وصدا لهم عن قصده لتعذر التحصين عليهم فيه أخذا في ذلك بالحزم، وكانت مدينة القدس حين هدم المعظم أسوارها من أحصن المدائن فنزح منها أكثر أهلها وعاد المعظم إلى دمشق.

وأما الكامل محمد بعد أن ملك مصر أخذت الفرنج دمياط في شعبان سنة ست

عشرة وستمائة وكانوا أهلها قد هلكوا من القحط والوباء فسلموها للفرنج بالأمان، ثم غدرت الفرنج بهم وقتلوا وأسروا وعملوا جامع البلد كنيسة، وكان الكامل إذ ذاك مشغولًا بقتال التتار وكسرهم في وقعة "البركس" فانهزموا ومن انضم إليهم إلى دمياط، وكانت بينه وبينهم وقعات هائلة أنزل اللَّه فيها النصر على المسلمين ومازال الكامل مشغولًا بقتال الفرنج الذين أخذوا دمياط، وبنى مدينة إذ ذاك سماها "المنصورة" عند مفرق البحر الحلو وسكنها بجيشه وتواردت عليه الجيوش والعساكر من كل جهة وعظم الخطب واشتد البلاء، ثم استرد الكامل دمياط من الفرنج سنة ثماني

<<  <  ج: ص:  >  >>