للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمانين سنة فأوحى اللَّه إليه أنك قد أكملت إيمانك إلا بضعة من جسدك فألقها فختن نفسه بالفأس.

وقال ابن عباس كان إبراهيم الخليل أول من لبس السراويل وذلك أنه كان -عليه السلام- كثير الحياء وكان من حيائه يستحي أن ترى الأرض هواكيره فاشتكى إلى اللَّه عز وجل ذلك فأوحى اللَّه تعالى إلى جبريل عليه السلام فهبط عليه بخرقة من الجنة ففصلها جبريل سراويل وقال له: ادفعها إلى سارة، وكان اسمها سارة فلتخطه فلما خاطته سارة

لبسه إبراهيم -عليه السلام- قال ما أحسن هذا وأستره يا جبريل فإنَّه نعم السترة للمؤمن فكان إبراهيم -عليه السلام- أول من لبس السراويل، وأول من فصل وخاط سارة بعد إدريس عليه السلام، وفي رواية عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه جل ثناؤه أوحى إلى إبراهيم -عليه السلام- أنك خليلي وأحب أهل الأرض إليّ وأنك إذا سجدت وقعت عورتك على الأرض فاتخذ ثوبًا يواريها فقال لجبريل: يا جبريل ما هذا الثوب الذي يواريها قال السراويل قال: ادع بثوب حتى أقطعه لك قال وكان إبراهيم -عليه السلام- بزازا فدعى بثوب ودفعه إلى جبريل فقطعه جبريل سراويل وخاطته سارة فلما لبسه إبراهيم -عليه السلام- قال: ما لبست ثوبًا أحب إلي منه فإذا مت فغسلوني من تحته وكفنوني من فوقه" وكان إبراهيم عليه السلام أول من لبس السراويل والنعلين، وأول من قاتل بالسيف، وأول من قسم الفيء، وأول من اختتن بموضع يسمى القدوم، وسبب ختانه أنه أمر بقتال العمالقة فقاتلهم فقتل خلق كثير من الفريقين، فلم يعرف إبراهيم -عليه السلام- وختن نفسه بالقدوم، وروى الفقيه أبو علي الحسن بن جماعة المقدسي بسنده إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>