ابن عباس رضي اللَّه عنه أنه قال: أول من سمانا مسلمين إبراهيم -عليه السلام-، وهو أول من ضرب بالسيف من الأنبياء، وكسر الأصنام، واختتن، ولبس السراويل والنعلين، ورفع يديه في الصلاة في كل خفض، ورفع وصلى أول النهار أربع ركعات جعلهن نفسه فسماه اللَّه وفيا فقال تعالى:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[النجم: ٣٧] قال ابن عباس: هي الأربع في أول النهار، وهو أول من أضاف الضيف، وثرد وفرق الشعر، واستنجى بالماء، وقلم الظفر، وقص الشارب، ونتف الإبط، وأول من استاك، وتمضمض وتنشق بالماء، وحلق العانة، وأول من صافح وعانق وقبل بين العينين موضع السجود، وأول من شاب، فقال ما هذا؟ فقال اللَّه تعالى: وقارا. فقال: ربي زدني وقارًا، فقال: ربي زدني وقارا فما برح حتى ابيضت لحيته، وأول من جر الذيل هاجر أمته فصارت سنة في النساء، فغارت منها سارة وحلفت أنها لقلأ يدها من دمها قال إبراهيم عليه السلام خذيها فاختنيها كي تكون سُنّة من بعدكن وتخلصين من يمينك ففعلت، فكانت هاجر أول من اختتن من النساء، وإبراهيم أول من اختتن من الرجال.
وعن أبي أمامة، قال بينما إبراهيم -عليه السلام- من الملك العلام، ذات يوم إذ نظر إلى
كف خارجة من السماء وبين أصبعين من أصابعها شعرة بيضاء فلم تزل تدنو حتى التصقت بالشعر في رأس إبراهيم عليه السلام ثم قال اشتعل وقارًا، فاشتعل رأسه منها شيبًا ثم أوحى اللَّه إليه أن تطهر فاختتن وكان أول من اختتن سارة وشاب إبراهيم عليه السلام.
وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى ابن أبي الأصبح بن ثباتة قال سمعت علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه يقول: كان الرجل يبلغ الهرم، ولم يشب وكان الرجل يأتي القوم وفيهم الوالد