لهم في بيت لوط رجال ما رأيت مثلهم قط، وجاءه قومه يهرعون إليه، قال ابن عباس، وقتادة يسرعون، وقال مجاهد: يهرولون، وقال لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم يعني بالتزويج وفدا أضيافه ببناته وكان في ذلك الوقت تزويج المسلمة من الكافر جائز كما زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بنتيه من عقبة بن أبي لهب وبالعاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقال الحسين بن الفضل عرض بناته عليهم بشرط الإِسلام، وقال مجاهد وسعيد بن جبير قوله: هؤلاء أراد نساءهم وأضافهم إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته فاتقوا اللَّه ولا تخزوني في ضيفي لا تسوؤني ولا تفضحوني في أضيافي {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}[هود: ٧٨] أي انضم إلى عشيرة مانعة لقاتلناكم وحُلنا بينكم وبينهم وروى البغوي، عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللَّه عنهم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"يغفر اللَّه للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد" قال: قال ابن عباس: وأهل التفسير بأن الملائكة معه في الدار وهو يناصرهم ويناشدهم من وراء الباب وهم يعالجون تسور الجدار فلما رأت الملائكة ما يلقى لوط بسببهم قالوا: يا لوط إن ركنك لشديد وإنا رسل ربك لن يصلوا إليك وافتح الباب