أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"رحم اللَّه تعالى أهل المقبرة"، قالت عائشة رضي اللَّه عنها: أهل
البقيع؟ حتى قالتها ثلاثا فقال:"مقبرة عسقلان" وكذلك روى سعيد بن منصور في سننه: عن إسماعيل بن عياش عن عطاء الخراساني قال: بلغني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"يرحم اللَّه مقبرة تكون بعسقلان" فكان عطاء يرابط بها أربعين حتى مات، وفي هذين الإسنادين ما فيهما من الضعف والانقطاع ولكن يستأنس بهما مخرجين من هذين الكتابين.
وقال صاحب المغنى: روى الدارقطني في كتابه المخرج على الصحيحين بإسناده عن ابن عمر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى على مقبرة فسئل يا رسول اللَّه أي مقبرة هي؟ قال:"مقبرة بأرض العدو يقال لها عسقلان": الحديث بطوله إلى قوله: وعروس الجنة عسقلان. ومنها بيت لحم في مثير الغرام، عن بريد بن أبي مالك الأنسي قال: أنت قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث ليلة الإسراء قال:"فقال لي جبريل: انزل فصلي؟ فنزلت فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم" حديث صحيح، أو حسن رواه النسائي والبيهقي في دلائل النبوة، ومنها حمص، في مثير الغرام، عن صفوان بن عمر وعن شريح بن عبيد، أنه كان يقول: في حمص: يربط اللَّه ثورة قيل ما هو يا أبا إسحاق؟ قال: الطاعون لا يكاد يفارقها.
قال الحافظ الذهبي: لعل هذا كان في زمن الصحابة، أما في عصرنا، وما قبله فما اعتورها طاعون لكن أكثر من يموت بها