ويستحب أن يدعو بدعاء سليمان عليه الصلاة والسلام الذي دعا به لما فرغ من بنائه وقرب القربان وهو قوله عليه الصلاة والسلام "اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر ذنبه أو ذي ضر فاكشف ضره" الحديث المتقدم ثم يدعو بما شاء من حصول خيري
الدنيا والآخرة، وإن أحب أن ينزل تحت الصخرة فليدخل وليقدم النية ويعقد التوبة بالإخلاص مع اللَّه تعالى ويجتهد في الدعاء فإذا نزل بأدب وخضوع وصلى ما بدا له قال: وأحب له أن يجتهد في الدعاء تحت الصخرة فإن الدعاء في ذلك الموضع مقطوع له بالإجابة إن شاء اللَّه تعالى.
وحكى صاحب كتاب الأنس وصاحب كتاب باعث النفوس أن الأدعية التي يدعو بها فيها خصوصية بهذا الموضع فإن الإنسان مأمور بالدعاء موعود عليه بالاستجابة لقوله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: ١٨٦]، والمراد من الأدعية ما ورد في السنة الشريفة النبوية منها ما رواه أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أنه قال لأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي الذي رآه يصلي يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لقد دعا اللَّه باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى".
وعن عبد اللَّه بن يزيد عن أبيه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت اللَّه الأحد الصمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحد قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لقد دعا اللَّه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" رواه أيو داود والترمذي والنسائى وقال حسن غريب.